يأتي تخليد اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة ويصادف في 29 نوفمبر/ تشرين ثاتي من كل عام في ظل تصعيد وتطورات خطيرة حيث يشن الاحتلال الإسرائيلي حرباً شرسة ضد الشعب الفلسطيني وعدواناً آثماً في قطاع غزة بارتكاب جرائم حرب شاملة وإبادة جماعية وتطهيبر عرقي تستهدف المدنيين ومن تدمير للبنية التحتية والمستشفيات والمدارس ودور العبادة وباستعمال الأسلحة المحرمة دولياً وتنكيله بالشعب الفلسطيني بالحصار والتجويع والقتل والتهجير القسري والاعتقال وبما يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وكل المواثيق والأعراف الدولية والقرارات الأممية التي تكفل حق الشعب الفلسطيني في الاستقلال والحرية وفي مقاومة الاحتلال والحق بتقرير المصير، وقد كشفت هذه الجرائم والممارسات عن عنصرية ووحشية الكيان الصهيوني .
وبهذه المناسبة وأمام ما نشهده من انتصارات وإنجازات للمقاومة في غزة والضفة الغربية وصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، وما نشهده من متغيرات سياسية على الساحة الدولية شكلت نقطة تحول في الموقف الدولي من القضية الفلسطينية ومن عدالة حق الشعب الفلسطيني في المطالبة بإنهاء الاحتلال وفي تقرير المصير ووقف جميع الأنشطة الإستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وهذا ما أكدته محكمة العدل الدولية في قرارها الصادر بتاريخ 19 تموز 2024 في الرأي الاستشاري المتعلق بطلب الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن التبعات القانونية الناشئة عن سياسات وممارسات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشريف .
وبهذه المناسبة فإن اتحاد الحقوقيين العرب يؤكد على مواقفه الثابتة تجاه دعم القضية الفلسطينية والتضامن مع الشعب الفلسطيني وحقه في مقاومة الاحتلال وتحرير أراضيه المغتصبة وحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس ، كما يؤكد على أهمية تضافر الجهود للدفاع عن الحقوقه المشروعة للشعب الفلسطيني وفق احترام الشرعية الدولية المستندة على المبادئ التي أُنشأت من أجلها الأمم المتحدة وتقوم عليها ، والتضامن مع الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الاسرائيلي والدفاع عن حقوقهم والمطالبة بالإفراج عنهم وكفالة حقوقهم القانونية والإنسانية .
إن اتحاد الحقوقيين العرب يدعو أحرار العالم وجماهير الأمة العربية والدولية أن تتخذ من هذه المناسبة وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة وتدمير وتهجير مناسبة لحشد الطاقات وتوظيف جميع الإمكانيات للتضامن مع الشعب الفلسطيني ودعم صموده وتعزيز قدراته النضالية للتصدي للعدوان ونصرة القضية الفلسطينية وإدانة واستنكار مواصلة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم بعدوانه على شعبنا في فلسطين وإصراره على استخدام القوة في مواجهة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني واركاب جرائم حرب وجرائم فصل عنصري وإبادة وضد الإنسانية في قطاع غزة وفي الضفة الغربية والذي يشكل خرقاً لمبادئ القانون الدولي الإنساني واتفاقيات لاهاي وجنيف الرابعة واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948 ومبادئ حقوق الإنسان .
وعلى المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية والقضائية كشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وعدم التغاضي عنها والتي تشكل جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية وهذا ما أكدته قرارات محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية وآخرها القرار المتضمن إصدار مذكرتي اعتقال بحق مجرمي الحرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق غالانت .
وبمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني نجدد موقفنا بالدعوة إلى إطلاق تحرك دولي فوري وفاعل لوقف أعمال التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة ووقف الانتهاكات الإسرائيلية الصهيونية التي تنذر بعواقب وخيمة على الصعيدين الإقليمي والدولي يصعب تداركها ، والكف عن تقديم الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي لهذا الكيان الغاصب والمطالبة بتطبيق العقوبات القانونية والسياسية والاقتصادية بحقه وملاحقته قضائياً أمام كافة المحافل القضائية الدولية ونزع الشرعية عنه حتى ينصاع لقرارات الشرعية الدولية ووقف أعمال العنف والحرب على الشعب الفلسطيني وتمكينه من نيل استقلاله وحريته وإقامة دولته المستقلة .
وعلى الحكومات العربية أن تدرك بأن القضية الفلسطينية قضية كل العرب الأولى وهي القضية المركزية للأمة العربية قاطبة ولا يجوز التخلي أوالتنازل عنها وعدم التفريط بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وبالوقوف إلى جانبه لاستعادة حقوقه المشروعة .
والمطلوب إعادة النظر في السياسات العربية الراهنة ووقف الإنصياع للسياسات الأمريكية التي توفر كافة أشكال الدعم للكيان الإسرائيلي الصهيوني وتعطل مشاريع قرارت مجلس الأمن الدولي لصالحه ، ووقف تطبيع العلاقات مع هذا الكيان ، وهذا لا يتم إلاّ من خلال بناء وتعزيز القدرات العربية في كافة المجالات ووحدة الموقف العربي للتصدي للمشروع الصهيوني الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية ويهديد الأمن القومي العربي .
