أحيت جوقة جامعة الروح القدس – الكسليك حفلة الميلاد السنوية بعنوان: “ولادة إيقاع، من أجل رحلة تحوّل”، بقيادة عميد كليّة الموسيقى والفنون المسرحيّة الأب البروفسور ميلاد طربيه، في قاعة البابا يوحنا بولس الثاني، التي غصّت بحضور كثيف تقدّمه سعادة السفير البابوي المطران باولو بورجيا، قدس الأب العام هادي محفوظ الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية، وعدد من المطارنة، والآباء المدبرين العامين في الرهبانية، ورئيس الجامعة الأب طلال هاشم وفعاليّات دبلوماسية وقضائية وروحية ونقابية وتربوية وبلدية ومدنية وفنية وإعلامية…
وعلى مدى ساعتين، قدّمت الجوقة المؤلفة من أساتذة الكلية وطلابها المحترفين، باقة من الترانيم الليتورجية المارونية والسريانية من ألحان الأبوين يوسف الأشقر وميلاد طربيه والملحنين الصاعدين إيلي حردان وجيلبير الرحباني وجورجيو بواري وماريانو عازار، وكانت بعض الترانيم من كتابة الشاعر رودي رحمة. ثم أنشدت الجوقة في القسم الثاني من البرنامج مجموعة من روائع الموسيقى الكلاسيكية الغربية الخاصة بعيد الميلاد لكبار المؤلفين الموسيقيين.
هذا وتألّق في الإنشاد المنفرد كل من سمر بعقليني وأنطوني جروان وبيار دريان وميرا عقيقي وسيزار ناعسي. وهم من أساتذة الكلية وطلابها. أما التوزيع الموسيقي فكان لكل من جيلبير الرحباني وموريسيو سكارفو وإيلي حردان وأنطوان ديب ومارون عازار.
تميزت الحفلة بالانسجام والتناغم بين أعضائها، فاستمتع الحضور بأمسية مليئة بالتأمل والرجاء، حيث هلّلت لولادة المخلّص، ودعت إلى السلام والفرح، مجسّدة روح عيد الميلاد الحقيقية.
قدّمت الحفلة الإعلامية إيليز فرح التي دعت الحضور إلى السفر “من جامعة الروح القدس مع كلية الموسيقى والفنون المسرحية برفقة عميدها الملهم الأب ميلاد طربيه السّاهر مع جميع الرّهبان والأساتذة والاختصاصيين إلى رفع مستواها إلى المقامات الساحرة للآذان والقلوب والعقول، برحلة موسيقية تأملية، حيث سيمتزج تراثنا السّرياني الماروني بروائع الموسيقى الكلاسيكية الميلادية، ليكون صوتها صدى لذلك الإيقاع الذي ولد في بيت لحم منذ ألفي عام، ولا يزال يملأ العالم بالنور والأمل”.
ثم ألقى رئيس الجامعة، الأب طلال هاشم، كلمة رحّب فيها بالحضور، منوّهًا “بتميّز جوقة الجامعة التي تعكس صورة مهمة عن هوية الجامعة. على مر تاريخها، كانت هذه الجامعة تحافظ دائمًا على رسالة ائتمنتها عليها الرهبانية اللبنانية المارونية التي تنضوي إليها، وهي رسالة العطاء والتميّز والجودة في التعليم العالي، والمساهمة في تطوير المجتمع. كانت هذه الرسالة دائمًا نصب أعينها في كل عمل تقوم به، حيث تغرف من الجذور والينابيع التي تفتخر بها لاستشراف المستقبل”.
كما أشاد الأب طلال هاشم بقدرات ومهنية واحتراف أعضاء هذه الجوقة، “التي تتألف من مرنمين وعازفين، بعضهم من طلاب الجامعة. وثمّن القيادة الرشيدة للأب ميلاد طربيه، المتميّز بالإيمان العميق، والذي كرّس حياته لعمله المبدع في الموسيقى، تأليفًا وتلحينًا وتعليمًا، لنشر هذه الثقافة الموسيقية العميقة”.